أتسأل من ينتصر في عذاب الحب الجسد أو الروح،وليس المنتصر منهما الناجي من العذاب،إنما المُتعذِّب أكثر،إذ إن لذة الحُبِّ لا تتأتّـى إلا من ألم الحُب!
لكن هل تتدخل الرّوح لمنع انتشار النيران في الجسد!!
المُتسببَة من الشوقِ، الناتِج عن الحُب،المُندلِعة من القلبِ العائدة عليه بعدما تحصُد الجسد كُله،ولا يقدر سيلان الولع من الدموع على إيقافها،فماء الدموعِ هنا يُزيد الناراشتعالاً لا يطفئُها!!
وأظلُّ أضع سؤالي في صفحات اشتياقٍ ليس لها بداية إلا من تنبؤُّاتي بوجودكَ في أحلام خيالي قديمًا!
وليس لها نهاية كالخلود!
كما أن الشوق المُنتهِي لا يبدأ من حيث الحُب الحقيقي!
وهل تفكر الروح برحمةٍ ولو لمرةٍ فتحمل معها الجسد إلى روحِها؟! فتخفف عنهما من عذابهما الذي كلما نقص زاد وتكاثر بفعل البُعد!
وهل الرُّوح أنانية حينما تشدّ رحالها إلى حبيبها وتترك الجسد للدموع؟!
ومن الآن أكثر عذابًا الرّوح التي تكسر السَّفر فتحظى بلقاء معه في الجنة؟!
أم الجسد الباقية في الجحيم لتُمارس وظيفة الشوق إليه والشوق لأجله !!
ولماذا الرُّوح لا تُحاول أن تضع حدًا زمنيًا فاصلاً بين نبضات القلب الممتابِعة لتقل أنات
الحنين!! فيقل وجع الجسد!
لا أدري هل سألت لأني أبحث عن الجواب؟!!
أم أسأل عن حقيقة السؤال!
أم أُحاول الانتصار للجسد المظلوم في تاريخ الحُب الإنساني؟!
ولكن لو علمتَ كما علمتُ
عن الحقيقة الطويلة اليائسة الحزينة لعجز الرُّوح عن حَملِ الجسد معها إليه؟!!
لبدت لكَ جليةً حقيقةً المُتعذِّب أكثر الرّوح أو الجسد؟!
ولكن ما عسى جواب هذا السؤال ينفع العُشّاق!!
فالسؤال عذاب ومعرفة الجواب عذاب،والجواب عذاب!
#نبض الروح