منتدى واحة العربية
أهلا وسهلاً بكم في هذا المنتدى االمتواضع الثقافي الشامل الذي يُعد منكم وإليكم.
نتشرف بكم وبمساهماتكم وبزيارتكم.
منتدى واحة العربية
أهلا وسهلاً بكم في هذا المنتدى االمتواضع الثقافي الشامل الذي يُعد منكم وإليكم.
نتشرف بكم وبمساهماتكم وبزيارتكم.
منتدى واحة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى واحة العربية

منتدى ثقافي إبداعي فنّي شامل يهتم بكل ما هو جديد ومفيد .
 
الرئيسيةواحة العربيةأحدث الصورالتسجيلدخولموضوع حديث

 

 التداولية بين المصطلح والمفهوم. د. تغريد الشميري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل جباري 772572496
Admin
نبيل جباري 772572496


عدد المساهمات : 180
نقاط : 525
تاريخ التسجيل : 07/04/2015
الموقع : اليمن

التداولية بين المصطلح والمفهوم.  د. تغريد الشميري Empty
مُساهمةموضوع: التداولية بين المصطلح والمفهوم. د. تغريد الشميري   التداولية بين المصطلح والمفهوم.  د. تغريد الشميري Icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2015 9:45 pm

التداولية
بين المصطلح والمفهوم

د.تغريد الشميري


مقدمة
 أفضى التطور العلمي المتسارع للدراسات اللغوية إبان الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحالة التمازج العلمي والاستقطاب المعرفي بين الدرس اللساني والحقول المعرفية الأخرى - كالفلسفة والمنطق وعلم النفس وعلم الاجتماع - إلى بروز فروع جديدة للسانيات ، لم يكن للدرس اللغوي عهد بها؛ فظهر ما يعرف بـــــ : (اللسانيات الاجتماعية، واللسانيات النفسية ، واللسانيات التداولية)، وقد عُد الفرع التداولي مبحثا لسانيا يدرس علاقة النشاط اللغوي بمستعمليه، وكيفية استخدام العلامات اللغوية بنجاح والسياقات والطبقات المقامية المختلفة التي ينجز ضمنها الخطاب، ومعرفة العوامل التي تجعل من الخطاب رسالة تواصلية واضحة وناجحة، والأسباب التي تعيق عملية التواصل وتؤدي إلى فشلها.
1. مفهوم التداولية لغة في المعاجم العربية  
  مصطلح (التداولية) مأخوذ من الجذر اللغوي (دول) أي " تداولنا الأمر أخذناه بالتداول، وقالوا: " دواليك أي مداولة على الأمر" (1) ، أما عند ابن فارس فقد وردت على أصلين يدل " أحدهما على تحول شيء من مكان إلى مكان آخر، والآخر يدل على ضعف واسترخاء " (2) ؛ والمعنى الأول هو المقصود ؛ لأنه يشير إلى التحول من مكان لآخر(3).
 والفعل (دول) في قولنا: (تداول الناس كذا بينهم ) يفيد (معنى تناقله الناس وأداروه فيما بينهم)، و(النقل) و(الدوران) مستعملان في نطاق اللغة الملفوظة ، ويدلان في استخدامهما اللغوي على معنى التوصيل ، أما في استخدامهما التجريبي فيدلان على معنى الحركة بين الفاعلين؛ فيقال: (نقل الكلام عن قائله) بمعنى رواه عنه، ويقال:(دار على الألسن) بمعنى جرى عليها (4)، فمعنى التداولية لغة يدور حول عدم الثبوت والاستقرار والتحول ، وهذا هو حال اللغة؛ إذ تنتقل من المتكلم إلى السامع في سياق ما، يمكن أن يفهم أو يؤول إلى معاني عدة ، وبذلك يكون المعنى متحولاً وغير ثابت.    
2. مفهوم التداولية لغة في المعاجم الغربية
 أما مصطلح التداولية في المعاجم الغربية فنراه ينحدر من الكلمة اللاتينية Pragmaticus)) التي استعملت عام  (1440)المأخوذة من الجذر(Pragma) وتعني الفعل (Action)، ومن الإغريقية (Pragma) وتعني عمل(5) أي " الأشياء التي يجري عملها " (6)، ثم صارت الكلمة اللاتينية - بفعل اللاحقة - تطلق على كل ما له نسبة إلى الفعل أو التحقق العملي ، أما في وقت متأخر فقد دخلت الكلمة إلى اللغة المستعملة ، في عبارات مثل (هذا تفكير عملي  أو هو شخص عملي ( للدلالة على شخص ما يميل إلى إيجاد الحلول العملية والواقعية لما قد يطرح من إشكالات (7) ، ومن هنا يمكننا أن نعيد أصل التداولية إلى اتجاهين مختلفين هما : الاتجاه الاجتماعي الذي يهتم بالتعامل الاجتماعي و الاستعمالي للغة ، والاتجاه الفلسفي لــــ ( بيرس) الذي أطلق عليها اسم (البراغماتية) عام (1905) و لـــــ ( وليم جيمس) الذي أسماها الذرائعية (1978) .


3. مفهوم التداولية عند الأوربيين  
 يعود مصطلح التداولية بمعناه الحديث إلى الفيلسوف الأمريكي (تشارلز موريس) (8) الذي استعملها عام (1938) قاصداً بها جزءاً من السيميائية التي تعالج العلاقة بين العلامات ومستعملي هذه العلامات، ثم يأتي كارناب (1939) ليؤكد بأنها " حقل البحوث التي تأخذ في اعتبارها نشاط الإنسان الذي يتكلم أو يسمع العلامة اللغوية وحالته ومحيطه" (9) وهو بهذا يؤيد تصنيف موريس( النحو، الدلالة، التداولية) المأخوذ عن (بيرس)(10) الذي تبدو فيه التداولية علماً للاستعمال اللغوي ، مع العناية بالسياق في استخراج المعنى(11).
 أما ديوي فيعد التداولية " النظرية التي ترى أن عمليات المعرفة وموادها إنما تتخذ في حدود الاعتبارات العملية " (12) ، ويميزها جون ديبو بأنها مظهر من مظاهر استعمال الخطاب على وفق خصائص ما، من مثل ردود أفعال المتلقين، واجتماعية الخطاب ومراميه، في مقابل مظهره النحوي والدلالي" (13) ، فالتداولية إذن الميدان الذي يدرس إمكانات استعمال اللغة من قبل المتخاطبين في وضعية اتصال، وكذا شروط هذه الوضعية التواصلية.
 في حين يفرق ليفنسون بين التركيب والدلالة والتداولية، معتبرا التركيب الذي يهتم بدراسة الخصائص التأليفية بين الكلمات، والدلالة هي التي تهتم بالبحث في المعنى ، أما التداولية فهي التي تعنى بدراسة اللغة في الاستعمال(14) ، ويأتي هذا التعريف تمييزا لها عن الدراسات البنيوية التي اهتمت بدراسة اللغة بوصفها نظاماً مغلقاً معزولاً عن المؤثرات الخارجية، وقد اقترح ليفنسون في كتابه Pragmatics)) وجوها متعددة عُرفت بها التداولية من أهمها (15):
التداولية دراسة للاستعمال اللغوي الذي يقوم به أشخاص لهم معارف خاصة، ووضعية اجتماعية معينة.
التداولية دراسة للعلاقات بين اللغة والسياق.  
التداولية دراسة لظواهر بنية الخطاب اللغوي المسمى بأفعال الكلام.
 أما فان دايك فيرى أنها "علم يختص بتحليل الأفعال الكلامية ، ووظائف منطوقات لغوية، وسماتها في عملية الاتصال بوجه عام " (16)، ويعرفها إيليوار بأنها " إطار معرفي يجمع مجموعة من المقاربات تشترك عند معالجتها للقضايا اللغوية في الاهتمام بثلاث معطيات لما لها من دور فعال في توجيه التبادل الكلامي ، وهي: المتكلمين (المخَاطب والمخاطِب) والسياق (الحال/المقام) والاستعمالات العادية للكلام، أي الاستعمال اليومي والعادي للغة في الواقع " (17) .
  إذ إن عملية الفهم والإفهام لا يمكن أن تتم بمنأى عن السياق اللغوي الذي يتيح للمرسل التلفظ بخطابه ضمن مقام معين، وبهذا فإن " المعنى كقيمة للملفوظ لا تتحكم فيه اللغة بقدر ما يتحكم فيه مستعملوها" (18)، وعليه فإن (المتكلم والسامع وسياق التلفظ) عناصر متكاملة لا يمكن الاستغناء عن أي عنصر منها في أثناء عملية التواصل، وقد اتفق ج. بول مع إيليوار من حيث تعريفه للتداولية معتبراً إياها " دراسة اللغة في الاستعمال أو في التواصل؛ لأنه يشير إلى أن المعنى ليس شيئاً متأصلاً في الكلمات وحدها ولا يرتبط بالمتكلم وحده ولا السامع وحده ، فصناعة المعنى تتمثل في تداول اللغة بين المتكلم والسامع في سياق محدد - مادي واجتماعي ولغوي - وصولاً إلى المعنى الكامن في كلام ما " (19).
 فإذا كانت التداولية تهتم بدراسة اللغة في أثناء الاستعمال مركزة على عملية التواصل فلابد أن تتوافر جميع عناصر التواصل اللغوي : (مرسل ومتلق ورسالة يجب ردها إلى سياقها الحقيقي) حتى يتحقق الغرض التواصلي منها ، وعلى الرغم من تعدد التعريفات وتنوعها بتنوع الاتجاهات الفكرية والثقافية لواضعيها ، إلا أننا نرى أن أغلب المفاهيم تتفق في بعض النقاط التي جعلتنا نتوصل إلى أن التداولية هي دراسة اللغة في أثناء الاستعمال، مع مراعاة المعنى الذي يحدده السياق ، مركزين في ذلك على عناصر العملية التبليغية (المتكلم والمتلقي)؛ بعدّهما طرفي الخطاب ، أما الرسالة فهي الخطاب الذي يرسله المتكلم إلى المتلقي مراعياً في ذلك المقام ومقتضى الحال ؛ لتحقيق التواصل بهدف التأثير في المشاركين في العملية التواصلية ككل،  فالتداولية إذن تساعدنا على توضيح مقاصدنا وتحديدها ضمن سياق محدد ومناسب لها.
ولعلنا نصل إلى نتيجة مفادها أن الدرس التداولي - على حد قول كارناب - درس غزير جديد؛ إذ إنه محاولة للإجابة عن أسئلة تطرح نفسها على البحث، ولم تجب عليها المناهج الكثيرة (20)؛ أي إن التداولية نشأت نتيجة إهمال اللسانيات للمشكلات اللغوية الهامشية،(الفنولوجيا، التركيب، الدلالة)، ولا أحد يماري في أن البحث التداولي وليد الثقافة الأنجلوسكسونية، وقد قام على سوقه في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا؛ بسبب الدور الذي لعبته الاتجاهات التحليلية في الفلسفة، ومن جهة أخرى ما خلفته النظرية التوليدية، من مشكلات نتيجة تمسكها باستقلالية التركيب،  مما أدى للتفكير جيداً في البعدين الدلالي ثم التداولي، وهكذا فإن أعمال فلاسفة اللغة تشكل نقطة البداية للتداولية (21)، ولم تكن التداولية في بداية الأمر إلا أحد الفروع الثلاثة المكونة لعلم العلامات على حد قول موريس وهي :
علم التركيب : يعني بدراسة العلاقات الشكلية بين العلامات مع بعضها .
علم الدلالة : يدرس علاقة العلامات بالأشياء التي تدل عليها،  أو تحيل إليها.
الـتداولية : تهتم بدراسة علاقة العلامات بمفسريها (22).
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه (ما الدافع لظهور اللسانيات التداولية)؟ والإجابة عنه نجدها عند ليفنسون الذي يرى أن الأساس الأول في نشوء المنهج التداولي كان بمثابة ردة فعل على معالجة تشومسكي للغة بوصفها شيئاً تجريدياً، أو قصرها على كونها قدرة ذهنية بحتة، مغفلاً استعمالها ومستعمليها ووظائفها، وهناك أسباب أخرى منها ما يتعلق بتطوير المنهج التداولي ومنها ما يتعلق بالتراكيب، وتحديد المرجع، ومنها ما يتعلق بدلالة الخطاب في السياق، والتعامل الاجتماعي بين طرفي الخطاب، ثم ما لبثت التداولية أن نمت وتطورت وتوسع مجال اهتمامها بعد أن كانت مجالاً من مجالات الدراسات السيميائية، وأصبح لها رواد كثر من لسانيين ومناطقة، أسهموا في تطويرها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة (23).
  مما سبق نرى أن أهداف التداولية تمثلت في: دراسة المنجز اللغوي في إطار التواصل، وليس بمعزل عنه؛ لأن اللغة لا تؤدي وظائفها إلاّ فيه، فليست الوظائف مجردة، وبما أن الكلام ينبني على سياقات اجتماعية، فمن المهم معرفة تأثير هذه السياقات على نظام الخطاب المنجز(24) والاهتمام بدراسة الشروط التي تنص على مدى نجاح العبارات، وهذه الشروط تحدد متى تكون هذه الضروب من التحقق مناسبة ومتى لا تكون كذلك (25) .
  وكذا سعيها للإجابة عن تساؤلات عدة منها : من يتكلم؟ ومن المتلقي ؟ وما مقاصدنا في أثناء الكلام ؟ وكيف نتكلم بشيء، ونسعى لقول شيء آخر ؟ وماذا علينا أن نفعل حتى نتجنب الإبهام والغموض في عملية التواصل؟ وهل المعنى الضمني كاف لتحديد المقصود (26) ؟ إضافة إلى محاولتها استخلاص المعنى الكامن في إطار الخطاب الذي يشكل ثلاثية من (المرسل والمتلقي والمقام)، ودراسة استعمال اللغة بوصفها كلاماً صادراً من متكلم محدد وموجهاً إلى مخاطب محدد بلفظ محدد في سياق تواصلي محدد لتحقيق أغراض تواصلية محددة، ومن ثم شرح كيفية جريان العمليات الاستدلالية في معالجة الملفوظات، مع مراعاتها لبيان أسباب أفضلية التواصل غير المباشر وغير الحرفي على التواصل الحرفي المباشر(27) بواسطة وصف الآليات غير اللغوية لتأويل الأقوال من جهة، ومن جهة أخرى بصفتها مجالاً نظرياً خاصاً يشخص العلاقة الموجودة بين موضوع اللسانيات وظواهره، مع أخذها بعين الاعتبار وصف المكونات التخاطبية في تعالق بعضها ببعض، بقصد تحقيق أغراض تبليغية معينة وتحليل مهمة الاستدلال المنطقي في إنتاج الخطاب، وإبراز كفاءة نماذج الخطابات القائمة على الاستدلال والترميز .
 فمصطلح التداولية - بهذه التسمية - لم يكن حاضراً في مؤلفات رواد مدرسة أكسفورد، ولم يصبح مجالا يعتد به في الدرس اللغوي المعاصر إلا في العقد السابع من القرن العشرين، بفضل الأعمال التي قدمها الفلاسفة الثلاثة : (أوستين وسيرل وغرايس)، الذين ينتمون أصلاً إلى فلسفة اللغة العادية ، إذ كان جل اهتمامهم منصباً على أهمية اللغة العادية ودورها في عملية التواصل وتوصيل المعنى، بطريقة إبلاغ مرسل ما رسالة إلى متلق يقوم بفهمها وتأويلها، وكان هذا من صميم البحث التداولي(28) ، ومن هذا المنطلق نرى أن موضوع التداولية هو دراسة اللغة العادية في أثناء الاستعمال، معتبرين إياها وسيلة تبليغية تواصلية تأثيرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nabiljbari1@gmail.com
 
التداولية بين المصطلح والمفهوم. د. تغريد الشميري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم التداولية في الفكر العربي القديم. د. تغريد الشميري
» تجليات.. فاطمة الشميري
» تجليات.. فاطمة الشميري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى واحة العربية  :: بريد القلوب :: عين سبأ الثقافي الأدبي-
انتقل الى: