( عرائسُ الشوق) :
مُدّي يدَيَّ إلى يديك وسلِّمي
فالشوق يسري في الضلوع وفي دمي
أفلا رحِمتِ فؤاد صبٍّ مُغرَمِ
فلعلّ وصل اليوم يُثمرُ في غَدِ
قلبي كطيرٍ في يديك مُكبّلُ
والسجن في كفّيك كونٌ أفضلُ
أَوَما عشقتَ غرامها يا بُلبُلُ
وأناملاً من سُندسٍ وزمرّدِ
ردّي إليَّ حياة قلبي يا التي
من نار حبّي قد جعلتُك جنّتي
وبنور وجهك تستنيرُ محبّتي
وتُشعُّ روحي أحرفاً من عسجدِ
أَوَما علمت بأنّ ليلي مُقْفِرُ
لو أنّ أحلام الهوى لا تُزهرُ
والوردُ ظامٍ والشّفاهُ الكوثرُ
والطّيفُ وحيٌ للشعور الأبجدي
صمتي يبوحُ إليك عمّا داخلي
وتخطُّ أسفار العطور خمائلي
وحريرُ نهدٍ ذاب بين أناملي
لمّا أقرَّ بأنْ يذوبَ على يدِي
وحنينُ قلبي كم يسيلُ جداولا
والشَّعرُ يسقطُ في المناكبِ سائلا
والضوءُ يزرعُ في الخدود سنابلا
وأنا الضلالُ متى وجدتُكِ أهتدي
روحي سُرادِقها هواك وما عسى
أنْ ننثني بالحبِّ طوْعاً للأسى
ونفِرُّ من حلمين فينا أعْرسا
ونقُدُّ ثوبَ الصّبْر قبل الموعدِ
عيناك عاصمتا فؤادي فاسمعي
إنّ المحبّة لا تطيعُ المُدَّعِي
فلِأَيٍّ أمرٍ نستكينُ ولا نعِي
كيف انتهينا قبل ألّا نبتدِي
وعلى ضفاف الحرف حلمٌ بيِّنُ
والحائماتُ لهُنَّ فينا أعْيُنُ
ونظلُّ ندفنُ ما نحبُّ ونحزنُ
حتى فتحنا كلَّ بابٍ موصدِ
ما للقطيعة في حياتي مذْهَبُ
والبحر قلبي والغرامُ المركَبُ
ما كلُّ من طرَق المحبّةَ مُذنِبُ
لوْ أنّهُ... فالحبُّ غيرُ مخَلِّدِ.
( نبيل جباري)