همسُ الأنامل
شعر: نبيل جباري
نامت وقلبي بالتفرد يرجفُ
والشعر كالطير الغريب يرفرفُ
والليل يلتحف السكون ويصطفي
ألم الفراق وفيه دمعٌ يُذرَفُ
عزفٌ على وتر الفؤاد بلا يدٍ
والصمت يعتنق الأنين ويسرفُ
من يكتب الأحلام في صفحاتهِ
سيقال إغراقٌ به وتطرُّفُ
لمّا رسمتك قصةً مرئيّةً
بيَد الحنين وجدت قلبي ينزفُ
للشوق مفتاح القلوب وكيف لي
أن أفتح الباب الذي لا أعرفُ
كانت كماء الورد تنضح بالشذى
والنبض ينقر في النهود ويعزفُ
همسُ الأنامل في الحروف قصيدةٌ
في طيّها عِشقٌ وقلبٌ مدنفُ
وقع الخُطى لا شئ حين سمعته
(زرياب) إلا أنه متكلّفُ
بوحٌ يشق الصمت، .يقطف وردَهُ
للعاشقين بموعدٍ لا يُخلَفُ
لغةٌ بلون الفجر تعبُر رقّةً
في الروح لا تخبو ولا تتزلّفُ
في الشعر كان الحب يُشمس في الدجى
واليوم في ليل الغرابة يُخسِفُ
هل تصنع الآلام قلباً قاسياً
أم تصنع الأحلام قلباً يعطِفُ
ما بالُها تلك العيون تمنّعت
عن نظرةٍ في العين لا تتوقّفُ
مدِّي أناملك التي سكبت على
روحي حنيناً قدرُه لا يُوصَفُ
مهلا ً أيرغمك الغروب على النّوَى؟!
ونسيت أنْ كنّا به نتشرّفُ
في الليل أفئدةٌ يطول قنوتُها
وبها من الآهات حزنٌ يعصفُ
أمسيت أعرف ما جهلت برحلتي
والآن أجهل كل شئٍ أعرفُ
خذني إلى فجرٍ يشعّ ضياؤه
في كل رابيةٍ لها أتلهّفُ
حبر القصيدة نهر ودٍّ ، هل ترى
أنْ تظمأ الكلمات ممّا ترشُفُ
نامت عن الحب العظيم وحالها:
قل للهوى إن كان عدلاً ينصفُ
ُ