( حُــــداءُ الأمـــــــــاني) :
على نبْض الأماني يالحونُ
تُغنّينا بسطوتها المنونُ
نعزّزُ في مناكبها المعاني
فتلفُظُنا بنكبتها السّنونُ
ونحلمُ والمساءُ لنا فضاءٌ
وقبرُ الحلم أحجارٌ وطينُ
وجرحٌ ليس يُشفَى، والحنايا
مكمّمةٌ يضاجعها الأنينُ
تسامرنا الأماني يا لَدنيا
نحبُّ لحبِّها ما لا يكونُ
ونشتاق البقاءَ وكلُّ حيٍّ
بها للموتةِ الأولى رهينُ
هزيلٌ عن مباهجنا قويٌّ
نحيلٌ في مصائبنا بَدِينُ
فضاءٌ واسعٌ ما بين حرفٍ
يضيق وحولهُ كافٌ ونونُ
تُسابقُنا الليالي دون صَبْرٍ
وجُنَّ العقلُ وانفرط الجنونُ
على راحاتنا غِلٌّ رؤوفٌ
وفي أرواحنا جُبٌّ مَصُونُ
ونستحْيي الورود لأجل عطْرٍ
له في كل فاتنةٍ فنونُ
على نور القصيدة طافَ نجمٌ
وقلبٌ في مودّتهِ مَكِينُ
وألفاظٌ مشرّدةُ المعاني
وأنقاضٌ تُقاضيها الحصونُ
وكوخٌ باردٌ والعينُ وَسْنَى
وقصرٌ لا تقرُّ به العيونُ
وصخرُ القلب راسٍ فيه آسٌ
وقلبُ الصخر قاسٍ لا يلينُ
فلا عسرٌ يدوم، ورُبَّ يُسرٍ
يُفكُّ بومْضهِ عُسرٌ دفينُ
ولا فقرٌ يظلّ على فقيرٍ
ولا مالُ الغنّيّ له رُكُونُ
ولا جاهُ الطغاة يظلُّ طاغٍ
ولا رأسُ الدُّهاةِ له قُرونُ
وأوطانٌ مبعثرةُ الضحايا
وأحضانٌ يجمّعها الحنينُ
ونحتلُّ الترابَ، ومنهُ فيهِ
وكلٌّ في الترابِ غداً يهونُ
على نبض الأماني ذبتُ حزناً
وكلٌّ خلفَ أُمنيةٍ حزينُ
أتختلفُ المباهجُ والمآسي؟!
وتشْتبهُ الضفائرُ والذُّقونُ؟!ُ
رحاب الله واسعةٌ، وأنّى
لمخلوقٍ تضيقُ به السُّجون
ُ
وسيفُ النّأيِ ينخرُ في التداني
ويخْتانُ المودّة من يخون !
( نبيل جباري)