مساء الأماني الطيّبة
والقلوب الرّحبة
والسعادة التامّة
مساؤكم السلامة
( رحـــلـــــةُ وطـــــــــــــن ):
كلُّ المسافاتُ التي ما بيننا
ستموتُ مهما طالت الأسفارُ
حتماً سنخترقُ الحصارَ، ونمتطي
نوراً، تحُفُّ بركبهِ الأنوارُ
سنمزّقُ الثوبَ القديمَ، ونرتدي
ثوباً جديداً ما عليه غُبارُ
إنْ لاحَ في آفاقنا شَفَقُ النَّوَى
فمنَ النّجومِ سيبدأُ المشوارُ
وستكتبُ الآمالُ خيرَ قصيدةٍ
بحروفها تتنفَّسُ الأشعارُ
سيجئُ ضوءٌ ما يشُقُّ ظلامَنا
ويجئُ من بعد الظلامِ نهارُ
سنغيّرُ الدنيا إذا لا نتْ لنا
وتكونُ قادةَ جُندِنا الأقدارُ
إنْ أجدبتْ في ظِلِّ غيمٍ روحُنا
فُمِنَ الغيومِ ستنبُعُ الأنهارُ
كلُّ المسافات التي طالتْ بنا
طُوِيتْ، وعاد لبحرهِ البَحَّارُ
ولقد رمينا كل ماضٍ مُزْمِنٍ
ُواليومَ تُفْتحُ دونَنا الأسوارُ
وقلوبُنا أوطانُنا، ما أنزفتْ
إلا لِيَغْرَقَ حولها الفُجَّارُ
العُمرُ تدْرُوهُ الجراحُ لواقحاً
حتى نما من نَبْتِهِ الأحرارُ
قالوا لنا: قد (سُكِّرتْ أبصَارُنا)
فبأيِّ سِحْرٍ تُسْكَرُ الأبصارُ؟"ُ
ونسوا بأنّ حياتهم ليستْ لهم
وقد اشترى أيّامَها (التُّجَّارُ)
أوطانُنا الأحلامُ، والحلمُ الذي
يبقى لنا وطَنَاً هو المُخْتارُ
هو موطني - يا نارُ - قلبٌ أبيضٌ
كوني عليهِ سلامةً يا نارُ
( نبيل جباري)
ُ