( مطوّيات)
سربُ المنيّة يغشى كون أخيلتي
وأحرفُ الموت لا تنفكُّ عن شفتي
حامت طيور المنايا كلما اقتربتْ
من المناكبِ شقّت وجهَ أوردتي
بين الحياتين حلمٌ بات مضطرباً
يأوي إلى اليأس في أدغال جمجمتي
من وحشة الوقت جئنا، أيُّ مملكةٍ
للخائفين سيأوي خوفُها رئتي
طارتْ عصافير إلهامي، وكل يدٍ
لا تعرف الحبّ عافتْ طهرَ أجنحتي
كنّا على قدمٍ نمشي، فأوجعنا
هذا الطريق، وأحنى رأس بوصلتي
لمّا افترقنا وكان الحبُّ ثالثَنا
كلّ الحكايات لم ترأف بأمنيتي
الفجرُ كان يدي اليمنى.. أيحجبُهُ
هذا الضباب ويغشى وجهَ مئذنتي
هل يبرح القتل أرض العمر، يسعدني
أن أستقيل عن الإنسان، عن فئتي
الطفل كان جنيناً حين قلتُ لهُ
فيك الحياةُ فأشجتْ سمْعهُ ثقتي
حين اكتوينا بنار الجرح ضمّدني
بنظرةٍ وأطال البوح يا أبتي
حتْفُ البراءات أدنى من ثرى كبدي
من الحبال التي عُدَّتْ لمشنقتي
كلّ المسافات، مدُّ البحر، زوبعةٌ
من التباريح قضّتْ نومَ أزمنتي
دمعٌ يواري خدود الثلج، عاريةٌ
عن الإجابات حيث الحزن أسئلتي
هنا العبارات جفّتْ، لا يراعَ هنا
لا حبرَ، لا حرفَ، لا تاريخ أبجدتي
كانت على مرفأ الأحلام قافيةٌ
تؤمّل الصمت أن ينشقّ عن لغتي
في مطلِع الصوت كانت قصةٌ سكنت
بِيْدَ العبارات في أحشاء حنجرتي
كلّ المنايا تؤمِّ الناس ما فتئتْ
تقول للقوم: أنتم بعض أمتعتي
ناديتُ غير الصّدى فارتدّ يسألني
عن المآربِ، عن أصداءِ منسأتي
جئنا وكلّ يدٍ بيضاء ما سلكتْ
جيب الكليم أزالتْ شكَّ معجزتي
خذني إليك فلا حجرٌ أعود لهُ
ولا مكانٌ يضاهي قلبَ مرضعتي
عدْنا.. وآين حديث القوم، لا أحدٌ
إلا القبور التي تقتاتُ أفئدتي.
ُ
( نبيل جباري)