ليس للحب الجميلِ زمانٌ ولا مكان
الحبُّ مُطْلقُ الوجود
غير مُقيّدٍ بالذّواتِ والعصور
إنّهُ هِبَةُ الله للبشر، ونعمةٌ منه عليهم
فإذا أحسنوه وأخلصوه بلغوا به شأو الروح والقلب وجمالهما
وإذا إساؤوا إليه فما أساؤوا إلا إلى ذواتهم الضّيّقة..
ليس للحب حدود ولا مسافات
ولا كلمات مُنمّقة تجلو صدره بجمالها، ثم لا تلبثُ أن تتغيّر مع الزمن..
أرايتَ كيف يجتمع الماء والسّكر، ويكوّنا مادّة أخرى لا تكون بأحدهما
ذاك هو حين تتحد الأرواح وتذوب ببعضها
فتخلقُ إحساساً مفعماً بالميلاد الجديد
وبأمان الله في النفوس..
كم نظرتُ في عيون الناس
وفي أفكارهم وتعاملاتهم
وفي صفحاتهم
لكن لم أجد في الكثير منهم حبّاً يسمو بصاحبه إلى ذروة الملائكية
وينزع عنه لباس الإنسانية المتغيّر
وغموض الجانّ ..
الحب منحةٌ وإيثار، وإسعاد، وتوافقٌ في الفعل والقول.. وفطرةٌ لا صَنعة..
فقد يخدعنا بمشاعرَ مزيّفةٍ، ورغم قناعها المتربّع على عرش كلماتهم
لكن لا يمكن لِما يُسمّونه حبّاً أن يكون حبّاً بمعنى الحب الذي يجعلُ منّا أُصولاً ثابتةَ الجذور
سامقة الفروع
(أصلها ثابتُ وفرعها في السماء)
فهو أن تتداخل المعنويات وتسمو في ذرى الجمال الأبدي..
ولا يُجسّد بالمادًيات الصّماء التي تخلو من الروح..
فلتدرك الآن:
حين لا يكون هناك روح، لا يكون هناك حب..
وذلك الفرق بين الحيّ والميت.. وبين الفناء والخلود..
ـــــــــــــ
نبيل جباري