( على ضِفَّتَيْ حُلْم):
للريح أطلَق ساقَهُ أقداما
وأقام حيث الجرح فيه أقاما
للطيف يمَّم شطْره... ما حلمهُ
أقصى مسافات العيون وناما
شرخان في جوف الفؤاد.. من الذي؟
أفضى على جوف الفؤاد سهاما ؟!
الناسُ كلّ الجرْح... لا تسألْ إذاً
إنْ كنت تدركُ هذه الأوهاما
أطْلِق لرائحة النسيم ورودها
وابعث بأغصان القلوب حَمَاما
من أنت؟ كيف أتيت؟ كيف وجدتني؟
كالماءِ في وجه السّراب تسامَى
للعطر أوجزْ جملتين بلا فمٍ
واصْدَعْ على وتر الهوى أنغاما
الليل بستان الهوى، في نجْمهِ
ذابتْ ملايينُ القلوب هُياما
في الحلم أسفارٌ تعدّتْ كوكباً
وتناثرتْ فوق السطور خُزَامى
أبلغْ يدَ الجلّاد أنّ لسوْطهِ
وقْعٌ يفوق بلحْنه الآلاما
من يرتمي كالظل؟ نهدُ سحابةٍ
تهمي فترْضعُ صِبْيَةً أيتاما
عُدْ حيث كان الكأس أنت، فربّما
كان الجنون هو الحياةُ تماما
قل لي متى أَفلَ الخيال وحولهُ
جُندٌ تحوّلُ سيفَهُ أقلاما
هذا بُرَاق المتْعَبين، تطايَرتْ
عيناهُ في ليل الأسى أقساما
كنْ حيث هذا البوح، لا تدفنْ هوىً
يطغى عليك فيستحيلُ ملاما
عادتْ صواري الأمنيات، أُرِيْكَها
تلك التي كانت عليك لِزَاما
أيقظْ شعورك بالحروف، ألم تكنْ
يتَّمْتَ فوق صراطها أرحاما؟!
حاورتُ ألسنة الكمان برقَّةٍ
كالنبض لم نعزِف به إِرْغَاما
هذا سبيلُ العابرين، جهلتُهم
لمّا سلكتُ دروبهم أعواما
كانوا على شِفَة الغرام قصائداً
كانتْ لطيف الفاتناتِ مُقاما
أمسى حديثُ الذكريات مؤرّقاً
صدر الحروف مخلِّفاً أسقاما
حِلٌّ لهذا القلب أنْ يبْنِي غداً
بالحبِّ، إنّ الحبّ ليس حراما !
أسْبِغ على خَصْر الطريق قصيدةً
إنْ مرَّ نهْدٌ نَصَّبَتْهُ إماما
للحُلم أطْلق ساق قلبك، من لهُ
إن كنتَ تزرعُ حولهُ (ألغاما)
أسفارُ هذا الطيف كمْ رتَّلْتُها
فتفَتَّقتْ بخدوده أكماما.
( نبيل جباري )