( مواويل صاخبة):
لا تعتذرْ
ما كان ذنبي أن تكون كما أراكَ... وأصطبِرْ..
ولأيِّ ذنبٍ كان جرحُ الأمنيات يغور في قعرْ القنوط على أملْ..
ولقد عفوتُ..وقد كظمت الجرح في قلبي...
وسوَّرتُ المشاعر بالخناجر والمنافي حول قلبٍ منفطِرْ..
لا تعتذرْ...
فالريح عازفةُ الزهور الفاتنات الكارمات قدودهنّ إذا رقصْنَ على المطرْ..
وإذا أفقنَ على أهازيج البلابل في السّحَرْ..
ونشَقْنَ عطر الكاذيات الظاهرات على ضميرٍ مُسْتَتِرْ...
لا تعتذرْ..
فالشمس تفتح كل نافذةٍ هنالك حين يغلقها المساءْ..
وكل عينٍ للجمال...
والزَّهو يمتطيَ الطواويس التي سَكِرتْ على كأس النجوم لدى حوانيت القمرْ..
فلِمن تنادي أيها الورقاءُ في الليل الأصمّْ..
ولمن تنادي أيها الحلمُ الضريرُ ولا يحيّيك الصّدى
وهواك عندي أغنياتٌ محصناتٌ...
والهوى معزوفُ ريحْ في حنايا صرصرٍ جاثٍ على أعجازِ نخلٍ مُنْقعِرْ...
لا تعتذرْ..
البوحُ سلطانُ المسافات الطوال على صراطٍ من خيالٍ مستقِرْ...
فاصنع لنفسك ألف سيفٍ من معاذير الذين تخلّفوا ..واستوطنوا أجسادهم ؛ كي تنتصِرْ..
لا تعتذرْ..
والحرف معراجُ المودّة في قلوب العاشقين
وروحُ غيمٍ لا تتوقُ إلى منافٍ مجدباتْ..
ووقع أجراسٍ تديرُ النّبض من بين الضلوع على متون الياسمينْ..
فإليك يا وحي الجَمال إذا أتيتْ..
ما عدتُ أحتمل الإحاطة والإبانةَ..فاختصِرْ..
لا تعتذر..
واعلم بأنّ الروح ليست في أكفِّ العابثين..
وليس يجديك العرينُ إذا احتميتَ لتفتخِرْ..
فلكل روحٍ مستقرٌّ، والطريق إلى النهاية لا تفارقه الحياةْ.
ولستُ أعتنق التّشرّدَ تحت أنقاض الرُّكامْ..
والحالمون تبرّؤوا من كل عيبٍ كالجنونْ !!!
فأيَّ عُرْسٍ تنتظرْ..
لا تعتذرْ
للطينُ قدرتُهُ على الحِمْل الثقيل
وللضمائر رحلةٌ عذراءَ قاحلة الوفاءْ..
ولست أملك دون نبضي ما تريدُ، وما ملكتُ، ولا سواهْ..
وقد أحطتُ بما أحطتَ، وجئتُ أحمل وردتين ومُدْيتين...
فخذ لقلبك ما تشاء
واترك دماء الأمنيات على ذؤابات القتادْ..
فكل حرفٍ بين بينٍ من رحيلٍ لا يعودْ..
وكلُّ أمرٍ قد قُدِرْ..
لا تعتذرْ..
( نبيل جباري)
ْ
ُ