صنعاءُ من هذا الذي يحتلُّ أجواء السّكون؟! ويضيقُ ذرعاً بالهدوء وبالأمانْ ويصبّ نار الغيظ من يدهِ عليك! صنعاءُ وانحسر الضبابُ عن الجبال الراسيات. عن المنازل والنسائم والعيون. وغاب في هذا المكانْ! وكان يحلم أن يظلّ العمر يا وطني لديك! إذْ حلَّ من بعد انحسار الغيم. من بعد انحسار الغيث. طوفانُ الدخان! ذهب الربيع. وجاء فصلٌ آخرٌ يحدو قوافلَه الجنون! فيموت فيه الآمنون! وقد طوى هذا الفضاء وجاء يسملُ مقلتيك! صنعاء واعوّجتْ سطورُ قصائدي! وأنا الغريبُ المستضام اليوم في بلد الأمان! فمن أكون؟! ومن يكون؟! وكيف يجتاز السّرور بموتِهِ ويهدُّ أسوار العيون! وأنا أزحزحُ حائط المنفى. فيولدُ من جديد! ويريد أن ينقضَّ أخرى حين يقتلعُ الوريد! وسوطُهُ والخوفُ والأطفالُ والقتلى! وآلافُ الجياع المعدمين! جميعهم مَن يُصلبون على يديْك! صنعاء قد رحل السّلامُ عن المساجدِ والمنازلِ والقلوبْ وهبَّ إعصارُ الذّنوب! هاهم لأجلك يُبْدَلُون بجنّتيْهِم جنّتيْنْ! من المصائب والخُطوبْ! وما يفرُّ رجالُهم ونساؤهم وصغارهم وكبارهم إلا إليك! إلا إليك!!! (نبيل جباري) ذمار 2015/4/12 م