(قَدَرُ القصيدةِ أنْ تُؤرّخَ نفسَها) في الأرضِ والإنسانِ، في أذهانِ كلّ العابرينَ على السطورِ كنحلةٍ بينَ الشجرْ..
العازفينَ على صدورِ الحُلمِ زِرْيابِيّةً همَسَتْ على نبضِ الوترْ..
الطّامعينَ بمشهدٍ يروي أقاصيصَ الجمالِ بروحِ (بِيكاسُو) على وجهِ الصُّورْ..
قَدَرُ القصيدةِ أنْ تُبَلسِمَ كلّ أحزانِ البَشَرْ..
أنْ تمحُوَ الليلَ المُخيّمَ في الدَّواةِ، بِريشةِ الفجرِ المُقيمِ على الأنامِلِ والمشاعرِ والخيالِ المُبتَكَرْ..
أنْ تُرجِعَ الفَرَحَ المُشرّدَ، والمُضيّعَ في متاهاتِ الحياةِ إلى البشرْ..
وأنا أُلملمُ ما تبقّى من فُتاتِ الحلمِ
من كأسِ التّصبُّرِ
من دعاءِ الأمَّهاتِ
ورجفةِ الأيديِ، ومن ضُعفِ البَصرْ..
وأسوقُ آلافَ الأماني البيضِ من بينِ الزّحامِ المُستطيرِ.. ولا أثَرْ..
وقصيدةُ الحُلُمِ المسافرِ في دروبِ الرّيحِ تسألُ عنْ ضفائرِ وردةٍ كانتْ تُحمْلِقُ في القمرْ..
واللاهثونَ وراءَ أنفاسِ الحنينِ كباقةِ العطرِ المُسافرِ في عروقِ الشوقِ، في رِئةِ الزمانِ المُختصرْ..
قدرُ القصيدةِ أنْ تشقّ عُبابَ أحلامِ المُغرّدِ في ثقوبِ الروحِ حتى المُسْتقَرْ..
أنْ تجعلَ الوطنَ المُمزّقَ صدرُهُ وطناً جميلاً في الحنايا، في وجوهِ القومِ، كالصّبحِ الأغَرْ..
ويدٌ تُفتّشُ عن يدٍ تُرِكتْ هنالكِ ذاتَ خوفٍ بينَ أعماقِ الخطرْ..
والصمتُ يختلسُ الإقامةَ بينَ أوردةِ الفؤادِ من السّفَرْ..
قدرٌ يؤُمُّ الحرفَ في حلقِ الوليدِ المُنتظَرْ..
وقصيدةُ العُشّاقِ تبحثُ عنْ معانٍ في قواميسِ الإناثِ، تفوقُ ألفاظَ الذّكَرْ..
والمُرجفونَ يطاردونَ الفجرَ بالسّهرِ المُعتّقِ في الوجوهِ.. وبالعيونِ وبالشّررْ..
لا شيءَ يختصرُ الجمالَ بلمحةٍ في الكونِ هذا كالمطرْ..
حتى القصيدةُ نفسُها في حُلّةِ الطاؤوسِ تُوخِزُها الإبَرْ !!!..
ـــــــــــــ
نبيل جباري
٢/ ٢/ ٢٠١٨م