على شفق الربابةِ يا لحونُ
تنوءُ بصمتها تلك الفنونُ
تمرُّ سحابةٌ سوداء حولي
محمّلة يمورُ بها الهتونُ
وتسألني أتعرفُ شدْوَ حرفي
وتجهلُ كيف تُضْمرُني المتُونُ
بغيرك ما سلكت القلب درباً
ولا أرْخَتْ جذائلها العيونُ
تمطّى حسنُك الساري فؤادي
ومزّقني بمخلبه الجنونُ
أنا قيثار أغنيةٍ بَرَتْنِي
ولا أحدٌ سواي فمن تكونُ؟!!
تمرُّ على شفا حرفي بريئاً
ولا ينهارُ ظلُّك أو يهونُ
على قََدَرٍ تجيئُ بلا انتظارٍ
وقد شابت بلوعتك السُّنونُ
سقيتَ يراعك الظامي بشعري
لتحصُدهَُ بمنجلها الشجونُ
على أُفُقِي دَجَتْ بيضُ الليالي
ولم يبرحْ مضاجِعهَُ السُّكونُ
سهيلٌ لم يعدْ نجماً كريماً
وقد أذِنَتْ بهجْرتِهِ الظنُونُ
نُفَتِّقُ كل أكمام القوافي
وفي حرفين تنكسرُ الغصونُ
خيالي لا بُرَاق له ليسمو
وفي الآفاق ترصُدُهُ السّجونُ
على كفّيْه أغلالٌ غلاظٌ
ودونَ حِصَانهِ الطاوي حُصُونُ
لهُ ياءٌ بها يأسٌ وميمٌ
بها موتٌ ونأيٌ فيه نونُ !
(( نبيل جباري) )