يا مَن إذا تسمو يحِنُّ لك الثّرَى
وإذا عملتَ عملتَ خيراً مُحْضَرا
أقبِلْ فإنّي قد أتيتُك عاشقاً
حاشاك أن تأبى وأن تتكبّرا
فلقد علمتُ بما جرى يا حلوتي
ما كان هذا بالحديث المُفترى!
كل الحياة سواك لا معنى لها
إلا بقربك أنت من بين الورى
أنت الذى منح الفؤاد سعادةً
ومحبّةً ليست تُباع وتُشترَى
إنْ غاب طيفُك عن خيالي مرةً
فكأنّ طيفك غاب عنّي أشْهُرا
الليلُ دونك مطبقٌ أجفانه
وأراهُ حين أراك أنت منَوّرا
والنّجمُ أخفتَ حين غبتَ ضياءهُ
فالنّور أنت لِما غيابُك يا تُرَى
خذني إليك فإنّ شوقي قاتلٌ
أََََوَلا ترى شوقي لقلبي قد بَرَى؟!!
لا وصل يسقيني زلالاً طيّباً
من بعد أنْ أبصرتُ فيك الكوثرا.
الشوق صار قوافلاً رحّالةً
والوردُ أمسى بالحنين مُعصْفرا
سافرتُ في مُدن الحنين مسائلاً
عن طيفك المحبوب أين تأخّرا؟
في لوعة الحب الأخير ملكتني
وبنيتَ لي حلماً لديك مُسَوّرا.
في رحلة الكَرَز الأخيرة قصّةٌ
لولاك أنتِ حبيبتي لن تُذْكرا
أرخت أناملها القصائدُ عندما
قالوا لها لا بُدَّ أن تتكرّرا
يا أوّل العُمر الذي نادمْتُهُ
يا آخر الدّرب الذي بلغ الذُّرَى
الشعر لم يكتبْ هواك مؤنثاً
إلا لتكتب عن هواهُ مُذكّرا
قل للورود إذا لثمتَ بها الشّذى
الآن أدركُ كيف صرتَ مُعطّرا
وإليك سوف أخطُّ ألف قصيدةٍ
عذراءَ تنزعُ من ضلوعي خِنجرا.
( نبيل جباري)