ماذا أقول وقلبي ليس يفتيني
إنْ المحبة قد خانت موازيني
الشوق كان يميني واليسار أنا
وكنت أكتب والأشواق تمليني
أحبّها غير أنّي في محبّتها
يكاد يقتلني حبي ويبريني
الليل غادر لا نومٌ أزيح به
هذا البعاد وجمر الشوق يكويني
قابلتها وأنا الظمآن يُسرع بي
حبي إليها وأحلامي تواليني
من لمسة الكفّ لم أبصرْ سوى فزعٍ
يطوي المسافات في قلبي ويطويني
أحبها وحروف الكفّ تشهد لي
أنّي أحبّ وحبي ليس يكفيني
الآن أعجز عن وصفٍ مررتُ بهِ
وأخرس الداءُ بوحي, من يداويني؟!
يا ليتها لم تكن تأتي لتتركني
ولا تقول لماذا أنت تغريني
أحبها ليتها تدري بما صنعتْ
لعلّها طول هذا الدهر تُدنيني
والله ما انفتحتْ آفاق ذاكرتي
إلا لأكتبَ شعراً لا يُسَلّيني
يا ليتها لم تكن مجروحةً أبداً
مني ويا ليتها بالوصل ترويني
أردّد الشعر في حبي لها أملاً
لعلّها بعد هذا اليوم ترثيني
هل يقتل الوصل هذا الحب عن كَثَبٍ
وهل يقول لهذا القلب يؤذيني
حطت يديَّ على كفيّك تحضنُها
في الراحتين ونبض الكفّ يُدفيني
ماذا أقول ومات الحرف في شفتي
ماذا أقول أجيبيني أجيبيني
لو أنها تصنع الأشواق رؤيتها
لقلت للعين قد جاءت فواريني
ضُمّي حروفي على كفيّك واقتربي
فكم فؤادي تمنّى أن تُضمّيمي
قد كنت من قبل هذا في شتات أسىً
وقد أتيتك أسعى كي تلُمّيني
لا تهصري قلبي الظمآن يا أملي
والروح صاديةٌ يا أنتِ فاسقيني
لمّا لمستك لم أشعر بموت يدي
لكنْ شعرتُ بأنّ اللمس يُحييني
إنّي اصطليتُ بنارٍ كلّما اشتعلتْ
أعوادُها في جروحي أنت تطفيني
هل تسمعين فؤادي لا لسان له
والنبض يسأل ماذا سوف يأتيني؟
إنّي أحبك لكن حين تبتعدي
عنّي فإنّك يوماً سوف تَبْكيني!
( نبيل جباري)