دع ما تيسر من كبرياء"
فما الأرضُ إلا حذاء السماءْ
تمرّ الروايات في جوفها
على مركَبٍ مُفعمٍ بالشقاءْ
أتعشق ليلاً جحيم الحروف
وتطمرها في كؤوس الدماء
وتسكب في قعرها الظامئين
وتطلب من كفهم كأس ماء
أنا بين حرفين من ألف عامٍ
أتوق إلى أحرفٍ من ضياءْ
أتوق إلى رشفِ كأسٍ معينٍ
تجئُ به سيّدات الدِّلاء
ومن ذا يطارد عطر الحروف
إذا كان يذوي كزهر العراء
أتحلم أن تصطفي جنّةً
تمرُّ عليها بلا كبرياء
ستكتب في الجرح سكّينةٌ
تميلُ على ساحةٍ من دماء
وللشوق ناقوسه هل ترى؟
له يا تُرى بعض هذا الولاء.
أنادمُ نافورة المُتعبين
إذا حار أمرى بهذا المساء
وأدنو على مقعدٍ من دموع
يزحزحه القلب بعد الوفاء
أنا يا أخي مثقلٌ بالجراح
وللقيد في راحتي ازدراء
وهل يكتب القلب قبل الرحيل
على صفحةٍ لا تحبُّ الثراء
أراك كتوباً وما من حروف
وأنت تضيف إلى الحاء باء
أتشعرُ أنّ الهوى لا يلين
إذا كان يظما إلى الارتواء
وداعاً وأنت قرين الوداع
فكل الذي قد كتبنا هباءْ
( نبيل جباري)