إليك هذه الأبيات علّها تستحيل في يديك شلالات ضوء،
وحدائق ذات بهجة!
(فاتحـــة القمــــــــــــــر) :
يا أيها البوح الذي ألِفَ الصّدى
رتّلْ حروفك سوف تصنعُ مشْهدا
فالشعر لم يبلغ مداهُ لأنّهُ
ما كان يرضى أن يحلّ به الرّدى
والشوق ابن القلب ليس لعابثٍ
فيما رواهُ القلبُ أن يبسطْ يدا
قمر القصيدة أنت حين طلبته
سكب الضياء على عيوني عسجدا
صبرُ الورود على الأنامل ينتهي
قبل البلوغ فلا يحنُّ له النّدى
يا نبضة القلب الذي أهفو له
أتريد قلبي أن يضيع معي سُدَى
أتريد أن تبقى الحروف كئيبةً
بين السطور وأنت توعدها غدا
الحب طفلُ القلب، يمنح قلبَهُ ً
للأبرياء، ولا يخاف الحُسّدا
ماذا يقول الشعر لو سنحت له
تلك العيون الناعسات على المدى
لا يكتب الشعراء إلا شوقهمْ
كي يفتحوا بالشعر باباً موصدا
و تعصر الأحلام نهد سحابةٍ
هطلت وتأبى أن تحدّد موعدا
ماذا وينتفض الحنين كنغمةٍ
في عشِّ عصفورٍ تراقص منشدا
عيناك لي لغةٌ وما ليراعها
من قوّةٍ إلا ليكتب ( أبجدا) ِ
صمْتُ الفؤاد عن الحنين كآبةً
مرّ الزمان به فصار مشرّدا
والبوح يهصرُ في المباسم لحنَهُ
ويتوق للصمت المحبّبِ سرمدا
والقلب توّاقٌ ويحلم آملاً
أن يكتب الأشعار فيك مجدّدا
كم من نجومٍ ليس يبقى ضوؤها
إلا لتعلن للمحبّة مولدا
واعلم بأنّ الشعر يحكم نفسه
حاشاكَ أن تغضي وأن تترددا
هل لتجرح الأنسام وجنة عاشقٍ
والعطر من لمس الحنين تجسّدا
تدرين يا روح القصيدة ما الذي
يبني طريقاً في هواك معبّدا
الشعر مشتعلٌ كقلب مراهقٍ
ذاق الهوى يوماً ولن يتجمّدا
ويغيب في لون الهزيع مُحاصَراً
بضلاله حتى يحين له الهدى ً
ويخط في الرّمق الأخير حكايةً
يا باب إلهامي الذي لن يوصدا
عيناك لي لغةٌ وكفُّك عازفٌ
حرفي' وصوتك بالمعاني قد شدا
ما كان قبل اليوم شعريَ فاضحٌ
قلبي وقلبي ما تجاوز واعتدى
لو تقرئين الشعر لا تتردّدي
أن تصدري حُكماً عليه مؤبّدا
لا شأن للشعر الذي أرسلتهُ
إلا ليصبح في يديك مخلّدا
( نبيل جباري )