مساؤك العطر
مساء العافية
إليك امتناناً ومَعِزَّة
( كــتـــــــابٌ مـــرقــــــــــومٌ ):
جذلانةٌ ، وأنا بها مهمومُ
ونصيبُ قلبي بالنّوَى مقسومُ
النّأيُ عوّدها على نسياننا
والقُرْبُ منها بالأسى مكْلومُ
كانت تُعطِّرُ بالمباسمِ أحرُفي
ولعطرها كلُّ الحروف تقومُ
ماذا..ويدركني النَّوى! ما حيلتي
وأنا وقلبي لائمٌ و مُلِيمُ
طعنتْ فؤادي خِلسةً وتنَكّرتْ
عنّي، وجرْحٌ بالفؤادِ أليمُ
لم تذكر العهدَ القديمَ، وأخلفتْ
وعداً.. وينقضُ غزْلَهُ المشؤومُ
يا سِحْرَ بابل بالجمالِ فتنتني
وقتلتني، وأنا بها موهومُ
جرّعتني كأس العذابِ، وظامئٌ
قلبي إليها..والسُّلافُ سُمُومُ
روحي وقد أوهبتُها عادتْ كما
أوهبتُها.. فهَوَى الحبيبِ عقيمُ
فرحانةٌ بِنَوَى السعادةِ، والذي
وهبَ السعادةَ قلبها لكَرِيمُ
أنفقتُ أحلامي التي منَّيْتُها
ليلَ الودادِ، ولا ودادَ يدومُ
فتّقتُ أكمام القوافي حولها
ونسجتُ شعراً صيتَهُ معلومُ
وكأنَّ غِلاَّ ما أصابَ جمالَهُ
وكأنَّ عيناً بالجمالِ تحومُ
أيكونُ مبسوطَ الدلالِ خِيارُهُ
تأخيرَ وصْلٍ حقُّهُ التقديمُ؟!
و(ربيبُ مُلْكٍ) لا عناءَ بقلبهِ
إلا عذابَ الآخرينَ مُقِيمُ
وَرْدِي الذي أسقيتُهُ بمباهجي
في حُبِّها من بسمةٍ محرومُ
ُونسائمٌ ثكْلَى تمُرُّ، وعاقرٌ
هذا الفضاءُ، وأينَ منهُ نسيمُ
مزروعةٌ بدمي نُجيْماتُ الهوى
والبدرُ وجهٌ والحجابُ غيومُ
لمّا أثار البُعدُ رحلةَ عاشقٍ
سكنَ الفلاة،َ وظِلُّهُ اليحْمُومُ
قلبي غداة البَيْنِ بالحُزْن اكتوى
والبعدُ عادٍ، والغرامُ غرِيمُ
هل تُشبِهُ الطاووسَ ألوانُ الهوى
والطَّيفُ في جوِّ السماءِ يتيمُ
وَهَنَتْ عظامُ الصّبْرِ من (فرط الجَوَى)
وأذابها هذا الهوى المزعومُ
والفاتناتُ حفرنَ قبراً غائِراً
والحبُّ في أغوارهِنَّ رمِيمُ
نشوانةٌ والخمرُ في ألحاظها
يُسبِي القلوبَ عتيقُهُ المركومُ
والعطرُ في أعطافها متضوِّعٌ
وكتابُهُ في خدِّها مرقومُ
إنّي عصرتُ لها فؤادي خمرةً
رقراقةً، وطعامُها الزَّقُّومُ
ُ
آوَتْ فُتاتَ الذّكرياتِ، وأنصتتْ
للعندليبِ، ولحنُهُ التّرنيمُ
عصماءُ عن وصلي، إذا الهجْرُ استوى
سوقاً...وَنَبْتُ الأُمنياتِ هشيمُ
عذراءُ حبٍّ خالصٍ، خلُصَتْ بهِ
كِبْراً، ووجْهُ الكبرياءِ دميمُ
أجراسُ قلبي أخرستْ نبضَ الصّدى
من وقْعِها... واجتازها التّكريمُ
ُ
يومانِ.. والأشواقُ خامدةُ ٌاللّظى
والحبلُ فيما بيننا مصرومُ
من يُخْبرُ النّسيانَ كيف أطاعها؟
وعصى الفؤادَ، وما الفؤادُ ظَلُومُ
عادتْ قوافلُ رحلتي من بحرها
ظمآنةً.. وفَمُ المُحِبّ سقيمُ
ُ
عُريانةٌ حتى النُّخاعِ.. غرامُها
زَيْفٌ، وصِدْقُ شعورِها مكْتومُ
عودي كطفلٍ لا قناعَ لقلبهِ ٌ
ليُضِلَّنا... وحنينُهُ مفهومُ
إنّي فقدتُ صُوَاعَ قلبي فابحثوا
في قلبها... وأنا بذاكَ زعيمُ
( نبيل جباري )
ِ