البهو يشبه أنثى في فراغِ هوىً
أحشاؤه حين تحكي عن نواصيهِ
الأفق خطّ بلونٍ أحمرٍ كتباً
تُعلّم السحرِ جهراً في أعاليهِ
دمعُ النهايات مسلوبٌ بسطوتهِ
يا رحلة العمر شُدّي عن مآقيهِ
ما حاور الصمت إلا بعضه وصدى
تلك المسافات يحكي عن منافيهِ
لا يورقُ البوحُ في أجفان فاتنةٍ
حتى يجفّ على الخدّين ماضيهِ
لم يعلن الحب إذ يغشى مناكبهِ
حافي اليدين بلا طقسٍ يؤدّيهِ
لا تخبر النّجم أنّ البدر منخسفٌ
فالنجم يُقتِمُ عند الحزن فارثيهِ
صبابةٌ من قديم الدهر تعبُرني
من هالة الفجر حتى حان داجيهِ
هو الوداع فخذ ما شئت وارضَ به
فما المحبّةُ إلا من نواهيهِ
لم يكمل الوصلُ فيما مرَّ دورتهُ
وجيء بالهجر إن أحببتِ ذوقيهًِ
ماذا جرى فأحال الشوق محرقةً
وحوّل الورد شوكاً في أياديهِ
إن كان في الأمر شئٌ ما وثقتِ به
فليس للأمر إلا أن تردِّيهِ
قد أصبح النّأي محصوراً على كبدي
رفقاً بمضناك ما قد جاء يكفيهِ
إن كنت أخطأتُ حبّاً جئتُ معتذراً
فليس للقلب إلا أن نواسيهِ
الآن خيّم هذا الجرح يصلبني
لن يترك القلب إلا حين يُدميهِ
يا من نذرتُ لها روحي كأعطيةٍ
حُبّاً وجوداً فأعياني تناسيهِ
متى تقولين لا للبعد, أين أنا منكم وآخر حبّي أن تقاضيهِ
لقد دفنتِ فؤادي في متاعبهِ
وإنْ يكنْ قد قضى نحباً فواريهِ
وحوّلي حبّه جُبّاً ليبق بهِ
حتى يمدّ إليه الحبل شاريهِ