( حديثٌ ذو شجون) :
منها على حين غفلةٍ من أهلها :
دعني ألملم بالحروف شتاتي
وأعيش في دنيا من الكلماتِ
دعني أقولُ الشعر، لستُ بشاعرٍ
إلا لأنّ الشعر نصفُ حياتي
من أين تفتح الطريق قصيدتي
وأنا لديكِ طويلةٌ طرقاتي
أغدو وكل قصائدي مغلولةٌ
وأعود محمولاً على خطواتي
أين اتجهت بناظري ألفيْتُها
صرحاً ترقّ به له نظراتي
القسم منقسمٌ على أوجاعهِ
والجمع منفردٌ على الساحاتِ
كلية الآداب هل من أحرفٍ
أمّلتُها أن تصطفي أبياتي
كلية الآداب صرحٌ آيلٌ
لسقوطه في أٌحلك الأوقاتِ
جدرانهُ تأبى الوقوف وحالُهُ:
يا صرحُ كم بدّدت من سنواتِ ؟!
الآن شاخت أعظمي وتفكّكت
أضلاعُ صدري من سكوت وُلاتي
واحدودب السطح المتين وأطرقتْ
كل النوافذ خشية الفَلتَاتِ
مَن ذا يشمّر عن سواعد عزمهِ
ويعيد لي قبل السقوط ثباتي
من ذا سيصنع منجزاً أتلو بهِ
تاريخه المملوء بالحسناتِ
من ذا سيذكر لي جميل تحمّلي
لمّا فتحتُ لأجلكم
(قاعاتي)
من ذا سيذكرني ويذكر رحلتي
لمّا مددتُ لأخذكم راحاتي
هل كان حقاً أنْ نسيتم واحتي ؟!
وصدى حديثٍ غاب في خلواتي
إنّي فرشت لكم عيوني موطئاً
ومنحتكم سيلاً من الغاياتِ
أَوَتهملوني بعد هذا، ما الذي
يجري؟! وتعفو خطوه مأساتي
عفواً إذا أشجى حديثي بعضكم
فالدمع أُخدودٌ على وجناتي
هذا الجميل هو الذي أوْليتُهُ
أبناءكم ألقاهُ قبل وفاتي
هذا الجميل ولستُ أُشبِه قسوتي
حتى أقيكم قسوة الضّرَباتِ
وأنا أشيّد بالعلوم عقولكم
حتى وصلتم أرْفَعَ الدّرجاتِ
قل للذين ترفّعوا عن خدمتي
واستنزفتْ آذانهم أصواتي
عفواً إذا أعجمْتُ صوت حكايتي
لا أحرفي بانت ولا نبراتي
قل للذين منحتهم كل الذي
عندي وما صُقِلتْ بهم مرآتي
الصّدْعُ أهرق ماء وجهي فاعلموا
يا خير أبنائي وخير بناتي ِ
الآن يؤلمني الرحيلُ وقد بدا
ثًْقل المشيب يَقُدُّ ظَهر عصاتي
لا شأن للصمت الذي مِن شأنهِ
أن يكتوي بالصمت بوْحُ هُوَاتي
ذنبُ القصائد أنها ممقوتةٌ
في عين آلافٍ من السّاداتِ
ذنبُ الشعور بأنّه لا يرعوي
أن يخلق الأفكار للحسراتِ
أسدلتُ قائمة اليراع بنقطةٍ
سوداءَ تبرُق في بياض الذّاتِ
تلك التي ألفيْتُها كليّةً
أهديتها بالحبّ نبض حياتي
عفواً إذا خانوك ثم تنكّروا
سيظل اسمُك خالداً مولاتي
( نبيل جباري)