مساء الورد
والمسك
والحبور
مساؤكم عافيةٌ وسلامة..
( طاووسُ الشّفَق ):
كلما طاب وردُهُ و استطابهْ
عطّرَ الورد من خدود السّحابةْ
صفَّ ألوانهُ عبيراً مُصفّى
ولحوناً وبلبلاً وربابةْ
ثم أهدى الحبيبَ منها قلوباً
وخدوداً ورِقّةً وصبابةْ
وجمالاً وكبرياءَ دلالٍ
ووصالاً وقُبْلةً مستجابةْ
آهِ يا قلبُ كم عشقتَ.. ولكنْ
لم يرَ القلبُ في سواها رَحَابَةْ
مُدَّتِ الروحُ حولها، وأزالتْ
رِقّةُ الشوقِ عنفوانَ الرّتابةْ
يا ورود النّعيم هاكِ سطوري
فامنحي الشعرَ بالشعور نِصَابَهْ
فردِسِي للشذى خدوداً ، وطوفي
كفراش الرّحيق في ثَغْرِ غابةْ
يا لَوردٍ وسجْع نهدٍ تسامى
في الحنايا، وسدَّ باب الخِطابةْ
وردةُ الروحِ.. والخيال يُصلّي
حولها.. والنّدَى إمامُ الكتابةْ
قد أصاب الغرام منها غراماً
وأصاب الصوابُ فيها صوابَهْ
ويدُ البوح في الكمنجةِ تلهو
ولدَى الصمت دهشةٌ وغَرَابَةْ
فخذيني كوردةٍ، واحضنيني
كصَبِيٍّ أصابني ما أصابَهْ
فعَلَى الماءِ تستريحُ الأماني
وعلى النّار تستريحُ الكآبةْ
متّعيني كجنّةٍ، واصطفيني
كحبيبٍ، ووافقيني إجابةْ
موطنُ الوردِ في يديكِ ثمينٌٌ
يأمرُ السُّحْبَ من أعزَّ تُرَابَهْ
( نبيل جباري)ْ