أكَرْمَةُ الشوقِ في كأسِ الهوى أعْتَقْ
أم نخلةُ البوحِ في سطرِ النّدى أسْمَقْ
مسافتانِ من الأحلامِ.. أيّهما
نطيرُ في موجِهِ العاتي، بلا زورقْ
وفي الأناملِ مجذافٌ، تلوحُ بهِ
في صفحةِ الماءِ، حتى كاد أنْ يغرقْ
لي بسمتانِ:
إذا قامَ الصّباحُ معي
وإنْ رأيتُ جمالَ البدرِ قد أشرقْ
نفثتُ في الريحِ أحلامي، أتذكرني
يا ريحُ مُذْ كنتُ منْ خيلِ النّوَى أسبَقْ
عُصارَةُ الوجدِ.. تُهْنا في ثُمالاتها
كأنّها من جراحاتِ الأسى أعْمَقْ
والبيلسانُ الذي... لا شيءَ.. تهتُ أنا
في الأمنياتِ، فقالوا: أنتَ لمْ تعشَقْ !..
لي زُرقَةُ الحِبْرِ، لونُ البحرِ.. يُدهشُني
حُسْنُ السماواتِ في فستانِها الأزرقْ
وكمْ ترجّلَ غيمٌ في مُحيطِ يدي
حتى بَصُرتُ سناً في داخلي أبْرَقْ
يُسبّحُ النّبضُ في محرابِ لوعَتِهِ
كأنّهُ بالهوى قد شاءَ أنْ يُرزَقْ
تأبّطَ الشّعْرَ في جنبَيْهِ.. كذّبَهُ
فقيلَ: فِعْلُ الهوى منْ قولِهِ أصْدَقْ !..
يا كرْمَةَ الشوقِ، هذا الكأسُ مضطربٌ
كأنّهُ لِسِوى التّقبيلِ لم يُخْلَقْ !!!..
رقراقَةٌ في سطورِ الفجرِ، طوّقَها
هذا الجمالُ، كما لو أنّهُ بيدقْ
وشهقةُ النّارِ، في ضِلعِ النّوى بلغَتْ
عُمْرَ المُراهقِ.. كلٌّ بالنّوى يحرقْ
أنا المُعتّقُ في حرفينِ، أحسبُني
أنّى على الطّينِ من ميلادها أعْرقْ
يُسافرُ الضوءُ في عينيّ ذاتَ ضحَى
وشاعرُ الليلِ يُزْجِي حرفَهُ المُرْهَقْ
تشَرَّدَ الحِبرُ في صُلْبِ الدّجَى، وأنا
أُعِيدُ (وضّاحَ) من تابُوتهِ المُغْلَقْ
ـــــــــــــــ
نبيل جباري