هذيان مفارق : أنا ماذا أقولُ ولستُ شاعرْ ... ولي حرفٌ أحدُّ من الخناجرْ
وأقسو تارةً وألين أخرى... وأذكر أنّ لي قلباً مسافر
مساؤك عاطرٌ ولديك قلبٌ ....أحنُّ عليّ من كل الحرائر ....بمثلك تصبح الأشواق جذلى....وريحُ الصبِّ ترفض أن تغادر
إذا ما قلت أعشقها فحسبي... بأنّي في غياب الروح صابر
وتسألني السماح لها لتغدو....وقلبي لن يحمّلها المخاطر
وماذا بعد رحلتها سيبقى... لعيني من ذرى تلك المناظر
لك العذر الذي ترضين حتى ...وإن أكثرتِ من تلك المعاذر
بوصلك تبلغ الأسباب نفسي....وتبلغ دونه الروح الحناجر
سأحفظ أنني أحببتُ أنثى .. وهبت لها شعوري والمشاعر
وداعاً أيها الماضي لأبقى...وحيداً بين أوراق الدفاتر
ومتصلاً أراك وأنت تخفي.... هواك ولست أعرف من تُسامرْ ...
ستُطفئُ جذوة الأشواق عندي... ويبقى مقعد الأشواق شاغرْ ... أسرتَ الروح حين مررتَ حولي ... وربّك إنّ هذا الحُسن آسرْ ...حياتي أنجبت حبّاً لقلبي.... فماتَ وأصبحتْ في الحبّ عاقرْ ...
ربحتُ بوصلك السامي سروراً ...وهل غيري بهذا البعد خاسر.... بصمتك ذاب شمعي حين ضحّي ...لأجلك أن تبوح وأن تُغامر ... لقد أدخلتني بحراً عميقاً ... ولستُ على السباحة فيه قادرْ ... لقدْ أسلمتُ إنّ الحبَّ نارٌ ... وإنّي بالمحبّة صرتُ كافرْ ...
نسيم الطيف رفرف في فؤادي... وأقبل بالسّنام وبالحوافر....
نواياك التي عبثتْ بقلبي... تكاد الآن تقتلع المحاجر...
لصمتك ألفُ مسألةٍ وعذرٍ .... وبوحي يجمع الأحزان ساهر
ويكتب فيك حزني كل حينٍ ....ملايين القصائد والخواطر
وترحل مرةً أخرى لأبقى...لوصلك طول هذا الوقت ناظر ... فقدتُ ببعدك الدّامي سروري... وفرقتُ القبائل والعشائرْ ... أسرت الروح فانفصمت حياتي...وخاض السِّرُ في حرب السرائرْ ...
وترميني بسهم الهجر ليلاً ...وتشنقني بهاتيك الضفائر
ونهدُ النجم يبحثُ عن رضيعٍ .. وعن شفةٍ تُساقِيه العصائر
وخصرُ الأمنيات يهزُّ صمتي...ويصلبها على كفِْ الأساور ... تذوب الوجنةُ الحمراء ورداً ...تخطّى عطرهُ خضر المشاقر
لحرفك في سحاب الروح برقٌ ...ورعدٌ مفعمٌ بالحبّ ماطر
وقلبي مذ أتاك وكان كهلاً...فقد أمسى بهذا القرب قاصر.... وجئتُ إليك تسبقني حروفي... وتتبعني ملايين الضمائر ...
تَعَلَّمَ كيف يرويني حنيناً .. ويطعمني الأسنّة والمحابر
لوصلك أيها الشادي, شعوراً...سلامٌ من فؤادٍ فيك حائرْ ( نبيل جباري)