الموتُ –صيّاد الجمالِ– قبيحُ
شَكّ المحاسنَ فيهِ وهي تَلُوحُ
كم مِخلبٍ للموتِ يضربُ في الحشا
والطّرْفُ يَشْخصُ والدموعُ تَسِيحُ
إنّي أُغالِبُ فيك حُزني والرّدَى
والصبرُ في دَرْءِ المُصابِ شحيحُ
ساءَتْك أنفاسُ الحياةِ فأطْبقتْ
طوْداً عليك وٱنت عنه صَفُوحُ
يا ليتَ هذا الموتَ يرحمُ فاقِداً
مَيْتَاً يعيشُ على الأسى ويُرِيحُ
إنّي لَأعْجَزُ أن أكونَ مُودّعاً
لك والفؤادُ من النَّوَى مقْروحُ
كلّ الأماكنِ دون وجهكَ ظُلمةٌ
والنّورُ في كلّ الجهاتِ ينوحُ
والبَوْحُ بعدَك حِبْرُ صمتٍ نازفٍ
وجعاً يئِنُّ ودمعُهُ مسفوحُ
إن كان هذا الموتُ يأتي بغتةً
فرسُولُهُ التّلميحُ والتصريحُ
يَجْلو المماتُ محاسِناً خفِيتْ على
مَن كان حولك.. والنّدَى مفضوحُ
من هول فاجعةِ الرحيلِ ينوءُ بي
حُزني عليك وخاطري مجروحُ
دكتورُ أحمد لم يُفرّقْ بيننا
موتٌ فقبْرُك مجلِسٌ مفتوحُ !.
____________________
نبيل عبدالوهاب جباري