في رثاء الدكتور خلدون نعمان:
الموتُ يغتالُ الأنا، ويخونُ
لهفي علينا.. ايّنا المحزونُ
من فارق الدنيا، وظلّ على الثرى
أم مَن يعيش وجسمُهُ مدفون
من هول فاجعة الرحيل ينوءُ بي
حزني عليك وداخلي مطعونُ
خلّفتَ بعدك... ما قَوتْ أعوادُهم
والدربُ قاسٍ، والزمانُ حرونُ
يا حزنَ (يعقوبٍ) على اولادِهِ
أهلكتَ نفسك، والبلادُ مَنُونُ
سالت لفقدك هذه الدنيا دماً
من كل قلبٍ أنت فيه مَكينُ
تبكي القلوب عليك والآثارُ في
بلدٍ بفقدك ما لديه عيونُ
حتي الصخورُ بكتك حين هجرتها
وعليك مِن حَرٍ الفراق تلينُ
و(نقوشُ كحلانٍ) ومسندُ (مَيتَمٍ)
(ومُهَأنَفٍ) ترثيك يا (خلدونُ)
وغدوت في كل النقوش مخلّداً
وبذا قضتْ (سبأٌ) لنا و(مَعينُ)
حُزت المكارم والمعالم والعُلا
وَسَمَتْ بجهدك أمّةٌ وقرونُ
قد كنت وحدَك سيفَ حزمٍ مُصلَتٍ
ودخلتَ غمدك، والحبيبُ مَصُونُ
وهوت بك الأيامُ في جُبّ الرّدى
كل امرئٍ للموتِ حين يحينُ
فاغفر له يا رب كل خطيئةٍ
واجعله في الجنات حيث يكونُ
نبيل جباري