وما كنتُ إلا أسير الفراق
وقلبي ينادي وما من جوابْ
وفي القلب يا أنت بابٌ فسيحٌ
وباب الفؤاد كمليون بابْ
تظلّ السماء ظلالاً ظليل
وفوق التراب يهونُ التراب
يزحزحني الشوق عن مركبي
وأخشى على الشوق بعد الذهابْ
أتدرين أنّي قتيل البعاد
وقلبي قتيل الهوى والغيابْ
أتدرين أنّي قتيل البعاد
وقلبي قتيل الهوى والغياب
فدع للمحبة كأساً فقد
أغاثت عليها مياه السحاب
أخطُّ على خافقي فكرةً
وأصلبها فوق متن الكتابْ
وماذا ستشكي وفي الشوق نارٌ
وفي القربِ نارٌ وما من حجابْ
أتعلم أنّي أسيرٌ يسير
وقلبي يتوه به الاغترابْ
تموتُ الوردُ ويقضي الشذى
شذاهُ على شفةّ من رضاب
تعال لتكتب في راحتي
كلاماً يطول عليه الصوابْ
فقل للسؤال الذي شاقني
وشقّ الفؤاد هنا ثم غابْ
أحاسب نفسي بلا أي ذنبٍ
وأخشى إذا طال هذا الحسابْ
أحادث بستان روحي أمَا
أتاك الربيع بخضر الثياب
يقول لقد زارني ذات يومٍ
وثار على مقلتيه اليبابْ
لماذا تصُفُّ العيون الدموع؟!
وما القلب إلا بحبٍّ مُصاب
أترحل عني وأبقى هنا
أعاني بفقدك كل العذابْ
فعُدْ سالماً غانماً إنني
أُمنّي حناياك بالاقترابْ
أأهديك شوقاً يهُدُّ القلوبَ
ويُشجِي بحزن البعاد الرباب
إذا قلتُ أنت الحبيبُ الحبيبُ
فمعناهُ أنّي صَدَقتُ الجوابْ
أُفضِّلُ لو أنّني لم أكنْ
قريباً يتوقُ إلى الانسحابْ
وما كنتُ فيما مضى عاشقاً
وقد جاء قلبي بعشقٍ فذابْ
رحلت كما يرحل الطيبون
وقد خلّفُوا كلّ دارٍ خرابْ
رحلتَ وقد حان وقت الرحيل
فقلبي أحبّك شهراً وتابْْ
يحيّرك البدء في وصلنا
وتختمُ فينا بفصل الخطابْ
لقد كنتَ عندي كضوء النجومِ
فما للليالي بعيني غِضابْ
فقبلك ما كان شعرٌ يُقال
وبعدك ما عاد للشعر بابْ
سأهرق كل الحروف التي
لريقك كانت تسيل اللُعاب
سأهدي الفراشات من خدِّكم
رحيقاً يجيءُ بحلو الشراب
أأخطأتُ في الشعر فلتفصحي
فما يكتبُ القلبُ غير العتاب
بخدّك تنمو ورودُ الربيع
ويهطلُ منها النّدى والضباب. ُ
لحرفك يشتاق هذا الفؤاد
ويبقى لحرفك عمر الشبابْ
وهل كان للشوق غير الوعود
فهل أحرق الشوقُ قلباً وطابْ
تعود لي الروح في وصلكم
وآب بك الحب والشوق آبْ