لعلّكم تصطلون . شعر : نبيل جباري

(((لعلكم تصطلون)))

لمّي بحورك واكسري أوزاني
ما اسطعتُ صبراً فيك يا أحزاني
لمّي حروفك وازرعيها وردةً
في الذكريات؛ فإنها أوطاني
عودي فلن أشتاق أن تتحسّسي
كالنار بعد اليوم في أحضاني
آليتُ روحَ الصمت، آثرت النّوى
يا أيها الدرب الطويل كفاني
أمعنتُ في ظلّ الطريق، عبرتُهُ
كالحُلم ... والقلب الأسير يعاني
خارتْ قُوَى هذا الحنان، وأجدبتْ
تلك العيون وأطبقتْ أجفاني
جئنا من الحب العتيق، ورحْلُنا
في الريح.. أين أنا، وأين مكاني؟!
سافرتُ كالعطر المقيم، وخلتُهُ
كالضوءِ، كالسّحر الذي أغواني
فصّلتُ ذئب البوح أن يغتالني
من أنْ يظلّ الصمت طوْع لساني
ضمّي قلوب الورد لا عمْرٌ لها
لا شوق يرسمها على حيطاني
طافتْ فراشاتي على الجرح الذي
من نارهِ اشتعلتْ حروفُ بياني
واحدودب الدّرب الطويل وعافني
هذا الصراط، وكَلَّ ظهرُ حصاني
هذا.. وإنّي ما أقمتُ مع الهوى
إلا لأطْلق في الهوى سيقاني
( نبيل جباري)
ْ