( ظلام الحنايا)
حضنٌ فقدناهُ واعتلّتْ بواكينا
بالذكريات وأفنانا تفانينا وفيه ندفن أحزاناً مؤرّقةً
وفيه تمطرُ أوجاعاً مآقينا
نغالب الصمت في أطياف رحلتنا
فتصلبُ البوح عمداً في أمانينا
نعاتب الجرح يا جرحاً به دُفنتْ
أشواقنا ذات يومٍ في منافينا
يُشكّل الصبر بعد الحزن أغنيةً
ماذا عسى أن نلاقي في أغانينا
لمّا تمادتْ رياح الشوق واحترقتْ
فراشة النور تُهنا في ليالينا
لا تفتحِ الجرح إنٍ الصبر قد طُويتْ
أوراقهُ وطواها حبُّنا فينا
لا يثمر الوصل في أحبابنا أبداً
بل يثمر الوصل منّا في أعادينا
الذئبُ أصبح فينا راعياً فمتى
قد أصبح الذئب قبل اليوم راعينا
ما نكهةُ العطر ما ذنبُ الورود وقد قدّتْ براءتها ظلماً أيادينا
هل أصبح الشوقُ مَيْتاً بعد رحلتهِ
ولم يخلّف فينا من يُواسينا
لا عهد لليُتْم فيما قد مضى وهُنا
لم يُبقِ منّا لنا إلا أسامينا
حارتْ وضلّتْ بنا أفكارُنا فمتى
ترسو المسرّةُ جهراً في موانينا
هل غيّرَ الصمتُ فينا رأيهُ ومضى
وعلّمً البوح سِرّاً كيف يفشينا
كان المصيرُ هو الخيلُ الذي بُترتْ
أقدامهُ فأناخَ الدهرُ حادينا
نُترجمُ الودًّ ألفاطاً فتلفظُنا
ونكتب الشوق أبياتاً فيُذكينا
أيظمأُ القلبُ والأكواب في يدهِ
ويصلبُ الحبَّ فينا من يُداويناِ
من يصدق القول قالوا لم يقل أبداً إلا الأساطير يرويها لنا دينا
تمرغّ القلب زلفى ذات مقربةٍ
من الهلالين في أعتاب آتينا
مَن فتيةُ الكهف من ناموا وما عرفوا أن الذي سوف يحْيِيهِم سيُحْيينا
لا يورقُ الليلُ لو في نجمِهِ سَقمٌَ ولو تسَلًق جهْراً طور سينينا كم يورق الشوق في أحلام رحلتنا فيحرق الهجرُ منا كل ما فينا
لن نخرق الأرض طولاً والجبالَ فما أعيا البرايا جميعاً سوف يعْييْنا للشعر كوكبه السامي ولي قدََرِي وللسطور جسورٌ من معانينا إن كان يجمعنا شعراً ونمنحهُ
كل الشعور فما للدهر يضنينا
ذابت مرايا حروفي في أساورها حين استفاقت على شوقٍ أمانينا للبوح نشوته الكبرى ولي أملٌ أنّ الحياة بهذا البوح تكفينا
من يشبه البرق لا تثنيه زوبعةٌ من الأعاصير لو هبّت أحايينا
في الشوق آنَسَ قلبي لحن قافيةٍ ما كان موسى يناحيها ليَصْليْنَا
لو أن لي في بحار البوح أشرعةً لَمَا أتى الصمت يثنيها ويثنينا
لا كلبهم باسطٌ في الأرض سطوته ولا الفُجاءةُ شبّت في أراضينا
لم يبلغ الشعر معشار الذي كتبتْ به القلوب فأجفاها تجافينا
لم يبلغ الصمت بعضاً من حشاشتهِ حتى طغى البوح بعد الصمت يشجينا
لا أمن للروح إن همّتْ بها حِمَمٌ
من خالص الشوق تبريها وتبرينا
لا مالُ قارون يمشي في مناكبنا وحيلة الفقر ليست في أيادينا
جاهُ الفراعين لم يسقط به هرمٌ
وضفة النيل لم تكتب وافينا
في جبِّ يوسف لم تنبت أُخوّتنا لا قميص صبي كاد يشفينا
كان العتاب هو المولى بقصتنا
ولم يكُ الحبّ فيما كان والينا
(نبيل جباري) ِ